أمراض القلب: أنواعها وأعراضها وطرق علاجها

أمراض القلب بأنوعها من الأمراض المنتشرة نسبيا حيث تصيب واحدا من كل عشرة أشخاص تقريبا، وهى السبب الأول للوفاة فى عدد كبير من دول العالم، وتنقسم أمراض القلب الى عدة أنواع، وتعد أمراض الشرايين التاجيّة أكثر أنواع أمراض القلب انتشارا، وبالرغم من خطورة هذا المرض إلا أن اتباع العادات الصحية يلعب دورا كبيرا فى التقليل من فرص الإصابه به، فى هذا المقال نتعرف على أمراض القلب بأنواعها المختلفة بالإضافة الى أعراضها والعادات والوسائل التى نستطيع استخدامها للتقليل من مخاطرها

أنواع أمراض القلب

يصيب القلب عدد كبير من الأمراض والاضطرابات والتى تنقسم الى عدة أقسام:

  • – أمراض الأوعية الدموية مثل مرض الشرايين التاجيّة
  • – عدم انتظام ضربات القلب
  • – العيوب الخِلقية التى تصيب القلب والأوعية الكبرى
  • – أمراض تصيب عضلة القلب
  • – أمراض تصيب صمامات القلب

أعراض أمراض القلب

تختلف أعراض مرض القلب بحسب نوع المرض، ونستعرضها فى السطور التالية:

أعراض أمراض القلب التى تصيب الأوعية الدموية

تعمل عضلة القلب باستمرار لدفع الدماء الى أنسجة الجسم المختلفة، ولكى تكون قادرة على أداء عملها بكفاءة تغذّيها بالأكسجين والعناصر الغذائيّة شبكة من الشرايين تسمى الشرايين التاجيّة، وسميت بهذا الإسم لأنها تحيط بالقلب كما يحيط التاج بالرأس، والشرايين التاجيّة مثلها مثل باقى شرايين الجسم عرضة لمرض يسمى تصلّب الشرايين، وفى هذا المرض تبدأ ترسّبات من مادة الكولسترول فى التجمّع داخل جدران الشرايين وتتسبّب فى حدوث التهاب مزمن حولها يؤدّى بمرور الوقت الى ضيق الشرايين وانسدادها فى بعض الأحيان، وقد يؤدى تصلّب الشرايين التاجيّة الى التقليل من كمية الدماء التى تصل الى خلايا عضلة القلب أو منعها تماما، مما ينتج عنه الذبحة الصدرية أو احتشاء عضلة القلب، وهى مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة

يعدّ تصلب الشرايين التاجيّة أكثر أنواع أمراض القلب انتشارا، وتختلف أعراضه بين الرجال والنساء، فالرجال أكثر عرضة للإصابة بألم الصدر بينما قد تظهر أعراض أخرى لدى النساء مثل صعوبة التنفس أوالغثيان أو الإعياء الشديد

وقد يؤدى مرض الشرايين التاجيّة الى الأعراض التالية:

  • – ألم فى الصدر أو إحساس بضيق أو ضغط فى منطقة الصدر
  • – صعوبة فى التنفس
  • – ألم فى الرقبة أو الحلق أو الفك، أو فى أعلى البطن، أو فى منطقة الظهر
  • – ألم أو تنميل أو ضعف فى الأطراف اذا كانت الشرايين المغذيّة لها مصابة بتصلّب الشرايين


وقد تظهر الأعراض مع المجهود أو وقت الراحة، وقد يحدث تصلّب الشرايين التاجيّة وتزداد حدّته دون أن تظهر أى أعراض، وقد يعلن المرض عن نفسه فى صورة أزمة قلبية حادة، لذلك من الضرورى ملاحظة أى أعراض قد توحى بوجود مرض الشرايين التاجيّة واللجوء للطبيب المتخصص فى أمراض القلب حتى يتم إجراء الفحوص اللازمة للكشف عن المرض وشدته قبل أن يؤدى الى مضاعفات قد تكون قاتلة

أعراض عدم انتظام ضربات القلب

يتحكم فى انتظام ضربات القلب نظام مكوّن من خلايا متخصصة داخل عضلة القلب مسئولة عن خلق نبضات كهربيّة منتظمة ونشرها بسرعة كبيرة خلال عضلة القلب مما يؤدى الى انقباض خلايا البطينين معا فى وقت واحد وبمعدل منتظم، وقد يكون معدل نبضات القلب أسرع من الطبيعى أو أبطأ من الطبيعى أو غير منتظم، وقد تؤدى هذه الاضطرابات الى عدد من الأعراض مثل:

  • – ألم أو ضيق فى الصدر
  • – دوار
  • – إغماء
  • – رفرفة فى الصدر
  • – إحساس بسرعة ضربات القلب
  • – ضيق فى التنفس
  • – إحساس ببطء ضربات القلب


وتستدعى هذه الأعراض خاصة عند حدوثها بشكل متكرر استشارة طبيب متخصص فى أمراض القلب لعمل الفحوص الملائمة وتشخيص المشكلة

أعراض عيوب القلب الخِلقية

القلب من الأعضاء التى يكثر تأثرها بالعيوب الخلقية بسبب تعقيد تكوينه وأهمية وظيفته، وعادة ما تظهر أعراض عيوب القلب الخلقية الشديدة بعد الولادة مباشرة أو خلال فترة قصيرة، وقد تتضمن:

  • – لون بشرة غير طبيعى يميل الى الرمادى أو الأزرق خاصة فى الشفتين نتيجة عدم كفاية الأكسجين الواصل للأنسجة
  • – تورم القدمين أو منطقة البطن أو حول العينين
  • – صعوبة التنفس أثناء الرضاعة مما يمنع الرضيع من زيادة وزنه بشكل طبيعى


أما العيوب الخِلقية الأقل شدة فقد تؤدى الى أعراض أخرى مثل:

  • – صعوبة التنفس والنهجان مع أقل مجهود
  • – الشعور بالتعب والإرهاق بعد أقل مجهود
  • – تورم فى اليدين أو القدمين

وهناك عدد كبير من عيوب القلب الخلقية لا يتسع المجال لذكرها، ولكن التشخيص المبكر والإصلاح الجراحى يمكنه علاج الكثير من هذه العيوب ويسمح للشخص بممارسة الحياة بشكل طبيعى أو أقرب ما يكون للطبيعى

أعراض اعتلال عضلة القلب

تصيب بعض الأمراض النسيج العضلى المكوِّن للقلب ذاته مما قد يؤدى الى ضعف قدرته على ضخ الدماء أو تضخمه بحيث يؤدى الى ضيق مسارات الدم داخل القلب، واعتلال عضلة القلب من الأمراض النادرة، وقد تتضمن أعراضه:

  • – الدوار أوالإغماء
  • – الإرهاق المستمر
  • – صعوبة التنفس بعد المجهود أو عند الاستلقاء على الظهر للنوم
  • – عدم انتظام ضربات القلب
  • – تورم القدمين واليدين

أعراض أمراض صمامات القلب

ينقسم القلب الى جانبين أيمن وأيسر ويحتوى كل جانب على غرفة علوية تسمى الأذين وأخرى سفلية تسمى البطين، ويفصل ما بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن الصمام ثلاثى الشرفات، أما الصمام الميترالى فيفصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، ويفصل الصمام الأورطى بين البطين الأيسر والشريان الأورطى، أما الصمام الرئوى فيفصل بين البطين الأيمن والشريان الرئوى، ووظيفة صمامات القلب هى الحفاظ على سريان الدم فى اتجاه واحد وفى أوقات محددة

وقد تصاب صمامات القلب بعدد من الاضطرابات سواء خِلقية أو مكتسبة، فقد يصاب الصمام بالضيق أو الاتساع أو التهدل، كما قد تصاب صمامات القلب بعدوى بكتيرية تسمى التهاب الشغاف وهى عدوى خطيرة قد تهدد الحياة

وتؤدى أمراض صمامات القلب الى عدد من الأعراض بحسب الصمام المتأثر وطبيعة المرض مثل:

  • – ألم الصدر
  • – الدوار
  • – الارهاق
  • – عدم انتظام ضربات القلب
  • – صعوبة التنفس
  • – تورم القدمين واليدين
  • – أعراض التهاب الشغاف مثل الحمى، الكحة، الطفح الجلدى، تغير ضربات القلب، تورم فى القدمين أو البطن، طفح جلدى أو علامات غير معتادة على البشرة

تشخيص أمراض القلب

يعتمد تشخيص أمراض القلب على التاريخ المرضى والفحص الإكلينيكى الدقيق بالإضافة الى عدد من الفحوص الخاصة مثل:

  • – رسم القلب ويقوم بتسجيل النشاط الكهربى لعضلة القلب
  • – رسم القلب الممتد، ويسجل النشاط الكهربى للقلب على مدى فترات طويلة قد تمتد لأسبوع أو أكثر، ويستخدم فى تشخيص بعض أنواع اضطراب ضربات القلب
  • – فحص القلب بالموجات الصوتية، من أهم فحوص القلب لقدرته على فحص كفاءة عضلة القلب وتصوير القلب أثناء انقباضه
  • – رسم القلب مع المجهود، يكشف عن تأثر عضلة القلب بالمجهود، ويستخدم فى تشخيص أمراض الشرايين التاجيّة
  • – القسطرة القلبية، يتم خلالها حقن صبغة خاصة داخل الشرايين التاجيّة للوقوف على حالتها والكشف عن أى ضيق أو انسداد بها ومكانه ودرجته، كما أن القسطرة العلاجية يمكن أن تستخدم البالونات والدعامات فى توسيع الشرايين الضيقة وابقائها مفتوحة
  • – الأشعة المقطعية على القلب والرنين المغناطيسى على القلب، من الفحوص الحديثة المستخدمة فى تصوير عضلة القلب والتى قد يلجأ اليها طبيب القلب فى تشخيص بعض الحالات

علاج أمراض القلب

يختلف علاج أمراض القلب بطبيعة الحال بحسب نوع المرض ودرجة شدته والحالة الصحية العامة للمريض وغيرها من العوامل التى يقيّمها الطبيب وتساعده فى اختيار العلاج المناسب سواء كان علاجا دوائيا أو جراحيا، ولكن ما نود أن نؤكّد عليه هو أن العديد من أمراض القلب وبالأخص أكثرها انتشارا وهو مرض الشرايين التاجيّة يمكن منعه بل وعلاجه أحيانا عن طريق اتباع مجموعة من العادات الصحية نستعرضها فى السطور التالية:

العادات الصحية لمنع وعلاج أمراض القلب

كما ذكرنا فإن اتّباع نمط حياة وعادات صحيّة يساعد كثيرا فى الحماية من أمراض القلب وبالأخص مرض الشرايين التاجيّة، ومن أهم هذه العادات

  • عدم التدخين، يؤدى التدخين الى زيادة فرصة حدوث مرض تصلب الشرايين وزيادة شدته، مما يزيد بالتالى من فرص الإصابة بمرض الشرايين التاجيّة، فغير المدخنين أو من يتوقفون عن التدخين تقل كثيرا فرص اصابتهم بهذا المرض
  • اتّباع نظام غذائى صحى، تناول الكثير من الخضروات والفواكه الطبيعية والحبوب الكاملة مع تجنب الإكثار من السكر والملح والدهون المشبعة يدعم صحة القلب ويقلل من فرص الإصابة بمرض الشرايين التاجيّة
  • السيطرة على ضغط الدم المرتفع، مما قد لا يعرفه الكثيرون أن ارتفاع ضغط الدم قد تكون له تأثيرات شديدة الضرر على عضلة القلب وفى كثير من الأحيان لا تكون له أى أعراض، لذلك من الضرورى الكشف الدورى على ضغط الدم وعلاج ضغط الدم المرتفع لتجنّب الإصابة بمضاعفاته ومن أهمها أمراض القلب
  • السيطرة على الكولسترول، مرة أخرى يؤدى ارتفاع مستوى الكولسترول والدهون فى الدم الى زيادة مخاطر الإصابة بتصلّب الشرايين ومرض الشرايين التاجيّة، لذلك يجب عمل التحاليل اللازمة للوقوف على مستويات الدهون بالدم بانتظام وعلاج زيادتها إن وجدت
  • علاج مرض السكر، يؤدى ارتفاع مستوى السكر فى الدم الى التهاب فى الأوعية الدموية الدقيقة ومن ضمنها الأوعية المغذية لعضلة القلب، لذلك يجب على مريض السكر أن يحرص على تناول العلاج بانتظام والحفاظ على مستوى السكر بالدم قرب الحدود الطبيعية بقدر الإمكان لتلافى حدوث المضاعفات ومن ضمنها أمراض القلب
  • ممارسة الرياضة بانتظام، للرياضة العديد من الآثار المفيدة والتى من شأنها الحماية من أمراض القلب، فممارسة الرياضة تساعد على الحفاظ على وزن صحى، كما تساعد فى السيطرة على مستوى الكولسترول فى الدم، وتساعد مرضى السكر على تنظيم مستويات السكر فى الدم، كما تساعد فى السيطرة على ضغط الدم المرتفع، وكلها عوامل من شأنها التقليل من فرص الإصابة بمرض القلب، ولكن اذا كنت مصابا بأحد أمراض القلب بالفعل أو غيرها من الأمراض المزمنة فتجب استشارة الطبيب أوّلا قبل ممارسة الرياضة حتى يوجهك للأنشطة الرياضية المناسبة لك وكميتها
  • الحفاظ على وزن صحى، تؤدى زيادة الوزن والسمنة الى زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب
  • التقليل من التوتر، أثبتت الأبحاث العلمية أن زيادة التوتر العصبى له تأثير سلبى على صحة القلب
  • اتباع العادات الصحية العامة مثل غسل الأيدى بانتظام وتنظيف الأسنان بالفرشاة يساهم فى الحفاظ على صحة القلب والجهاز الدورى يحميه من العدوى
  • اتباع عادات النوم الصحية، فعدم الحصول على قسط كافى من النوم قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة، حاول الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ منضبطة وحاول أن تحصل على عدد ساعات كافى من النوم والذى يتراوح ما بين 7 الى 9 ساعات يوميا بالنسبة لمعظم البالغين


لدى عيادات داوى فريق من الاستشاريين والأخصائيين المتخصصين فى تشخيص وعلاج أمراض القلب بأنواعها، اتصل بنا اليوم لحجز موعد فى الفرع الأقرب لك

اقرأ أيضا: ارتفاع ضغط الدم ومخاطره: ما يجب أن تعرفه