ارتفاع الحرارة أو السخونة من أكثر الأعراض انتشارا عند الأطفال، لأنها قد تصاحب العديد من الأمراض فى هذا السن، والسخونة ليست مرضا فى حد ذاتها ولكنها عرض أو علامة على أن الجسم يكافح مرضا أو عدوى، وكثيرا ما تختفى الحرارة المرتفعة خلال أيام قليلة مع تغلب الجسم على المرض، وفى هذا المقال نتعرف أكثر على الحمى أو السخونة عند الأطفال وأهم أسبابها ومتى تجب استشارة الطبيب
ماذا تعنى الحمى أو السخونة؟
يتحكم فى حرارة الجسم مركز متخصص فى المخ شبيه بالثرموستات أو منظم الحرارة الموجود فى بعض الأجهزة الكهربائية، وتتراوح الحرارة الطبيعية عند الأطفال عند قياسها عن طريق وضع مقياس الحرارة فى الفم ما بين 35.5 و37.5 درجة مئوية، وتختلف الحرارة خلال اليوم ومع قيام الطفل بمجهود بدنى وتتأثر أيضا بعوامل أخرى مثل ثقل الملابس ودرجة حرارة الجو وغيرها
ويعتقد الكثير من الباحثين أن ارتفاع درجة الحرارة الذى يصاحب العدوى وأمراض أخرى يمثل احدى وسائل الجسم الدفاعية لأنه يساعد على التغلب على الميكروبات، لذلك لا ينبغى القلق من حدوث السخونة الا فى حالات محددة سنذكرها لاحقا، ولا يستدعى ارتفاع درجة الحرارة أى تدخل إلا اذا زادت الحرارة عن 39 درجة مئوية عند قياسها عن طريق الفم أو اذا كانت حالة الطفل العامة متأثرة سلبا بوجود السخونة بشكل واضح
علامات تدل على أن ارتفاع الحرارة بسيط ولا يدعو للقلق
لا تكتفى بقياس الحرارة ولكن لاحظى الحالة العامة للطفل، فعلى أساس العاملين معا يتحدد الأسلوب الصحيح للتعامل مع الحرارة المرتفعة، والملاحظات التالية تدل على أن ارتفاع الحرارة بسيط ولا يحتاج لتدخل
- – الحرارة أقل من 39 درجة عند قياسها عن طريق الفم (ما عدا الأطفال أقل من عمر 3 أشهر)
- – الطفل لا يزال مهتم باللعب
- – الطفل يشرب ويأكل بشكل جيد
- – الطفل منتبه ويبتسم للأم والأب
- – لون البشرة طبيعى
- – يبدو الطفل طبيعيا عند انخفاض درجة الحرارة
كيف نتعامل مع ارتفاع الحرارة (السخونة) عند الأطفال؟
اذا كان الطفل أكبر من 3 أشهر من العمر ودرجة حرارته أكثر من 39 درجة مئوية عن طريق الفم، أو اذا كانت حالة الطفل العامة متأثرة سلبا بدرجة الحرارة المرتفعة، يمكن اللجوء للأساليب التالية للمساعدة على خفض الحرارة:
- – الأدوية الخافضة للحرارة: يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول أو ايبوبروفين لخفض الحرارة حسب تعليمات الطبيب، ولا ينبغى استخدامهما معا الا اذا نصح الطبيب بذلك، ولا يجب اعطاء الأسبرين لأى طفل أقل من سن 16 عاما لأنه يكمن أن يتسبب فى مرض نادر ولكن خطير يدعى متلازمة راى
- – الإكثار من تناول السوائل يساعد على تجنب الجفاف وخفض الحرارة
- – ألبسى الطفل ملابس خفيفة واستخدمى غطاء خفيف، فارتداء الملابس الثقيلة والاكثار من الأغطية يساعد فى رفع درجة الحرارة
- – لا مانع من تناول الطفل للطعام اذا رغب فى ذلك
- – اطمئنى على الطفل خلال الليل
- – الاستحمام بماء فاتر (فى درجة حرارة الغرفة) يساعد على خفض الحرارة، ولكن تجنبى الماء البارد ولا تسمحى للطفل بالارتجاف نتيجة البرد لأنه سيؤدى لارتفاع درجة الحرارة
متى تجب استشارة الطبيب؟
استشيرى الطبيب اذا لاحظتى أى من العناصر الاتية:
- – الطفل أقل من 3 أشهر من العمر ودرجة حرارته أكثر من 38.5 درجة مئوية عن طريق الفم أو 38 درجة عن طريق الشرج، فارتفاع الحرارة حتى وان كان بسيط قد يكون علامة على عدوى شديدة فى هذا السن
- – الطفل أكبر من 3 أشهر من العمر ودرجة حرارته أكثر من 39 درجة مئوية عن طريق الفم
- – الطفل يرفض تناول السوائل أو يبدو وكأنه غير قادر على تناول السوائل
- – اسهال مستمر أو قيىء متكرر
- – علامات الجفاف مثل انخفاض كمية البول وانخفاض النشاط
- – شكوى محددة مثل ألم فى الأذن أو احتقان الزور
- – ارتفاع الحرارة مستمر لأكثر من عدة أيام
- – ظهور طفح جلدى
- – وجود ألم أثناء التبول
علامات الخطر
هناك عدد من علامات الخطر التى قد تدل على وجود مشكلة خطيرة تستدعى اسشارة الطبيب أو التوجه الى المستشفى مباشرة وهى:
- – بكاء مستمر لا يتوقف
- – الهياج الشديد
- – برودة غير طبيعية فى الأطراف
- – خمول زائد أو صعوبة فى الاستيقاظ
- – تحول لون الشفتين أواللسان أو الأظافر الى اللون الأزرق
- – بروز المنطقة اللينة فى رأس الرضع (اليأفوخ) أو انكماشها للداخل
- – تيبس الرقبة
- – الصداع الشديد
- – صعوبة فى التنفس لا تتحسن بعد تنظيف الأنف
- – التشنجات
- – ألم متوسط أو شديد فى البطن
وفى النهاية نؤكد على أن ارتفاع الحرارة عرض منتشر يصاب به معظم الأطفال، ومع ذلك اذا لاحظتى أى أعراض أو سلوك غير طبيعى من طفلك فمن الأفضل استشارة الطبيب للاطمئنان