التعافى بعد الولادة القيصرية

قد ينصح الطبيب بإجراء ولادة قيصرية للعديد من الأسباب، ومع أنها إجراء جراحى له مضاعفاته المحتملة إلا أنها قد تكون سببا فى إنقاذ حياة الأم أو الطفل وحماية أحدهما أو كلاهما من عدد كبير من المضاعفات، ولكن التعافى بعد الولادة القيصرية يستغرق فترة أطول من الولادة الطبيعية، كما يتطلب عناية خاصة وانتباه لبعض العناصر الهامة التى سنتعرض لها فى هذا المقال

ما هى الولادة القيصرية؟

تعنى الولادة القيصرية خروج المولود من جسد الأم من خلال فتحة جراحية فى أسفل البطن والرحم بدلا من المهبل كما هو الحال فى الولادة الطبيعية، وهناك عدد من الأسباب التى تضطر الطبيب للجوء الى إجراء عملية الولادة القيصرية منها ما هو متعلق بالأم ومنها ما يتعلق بالجنين، فمثلا قد يكون التكوين التشريحى للحوض لدى الأم لا يسمح بمرور رأس الجنين وتكون الطريقة الوحيدة لولادة الطفل بسلام عن طريق الولادة القيصرية، كما قد يكون وضع الجنين داخل الرحم لا يسمح بمروره من قناة الولادة وبالتالى يضطر الطبيب لإخراجه عن طريق الولادة القيصرية، كما أن هناك حالات تستدعى إجراء الولادة القيصرية بشكل عاجل مثل حالات تسمّم الحمل أو التفاف الحبل السرى حول عنق الجنين وغيرها

وأيا كانت الأسباب التى استدعت إجراء الولادة القيصرية تبقى حقيقة أنها عملية جراحية تحتاج الأم لفترة طويلة نسبيا للتعافى منها، كما تحتاج الى عناية خاصة لكى تستطيع التأقلم مع دورها كأم لطفل حديث الولادة وتكون قادرة على العناية بنفسها وبطفلها على نحو ملائم

التعافى بعد الولادة القيصرية: العناية بالأم

قد يستغرق التعافى بعد الولادة القيصرية من أسبوعين الى ستة أسابيع وقد تستمر بعض الأعراض البسيطة حتى ستة أشهر بعد الولادة، وتعتمد سرعة التعافى على عدد من العوامل مثل الحالة الصحية للأم، استعداد الأم الطبيعى، جودة الرعاية الصحية والدعم المقدّم للأم، حدوث مضاعفات بعد الولادة، وغيرها من العوامل، وفى السطور التالية نتعرف على أهم العوامل التى يجب الانتباه اليها لمساعدة الأم على التعافى على أفضل وجه بعد الولادة القيصرية

العناية بجرح الولادة القيصرية

عادة ما تخرج الأم من المستشفى بعد يومين الى أربعة أيام من الولادة القيصرية، وعادة ما يقوم الطبيب بالكشف على جرح الولادة القيصرية قبل خروج الأم من المستشفى وإعطائها التعليمات الخاصة بالعناية بالجرح والتى قد تتعلق بتوقيت فك الغرز الجراحية إن كانت هناك حاجة لذلك وكيفية العناية بالجرح ومتى يسمح للأم بتعريضه للماء وغيرها من التعليمات الهامة، ومن الضرورى أن تسأل الأم الطبيب عن أى استفسارات تتعلق بالجرح وكيفية العناية به قبل الخروج من المستشفى ويجب أن تلتزم بالتعليمات بشكل كامل لتجنب المضاعفات

ومن الطبيعى أن تشعر الأم ببعض الألم فى منطقة الجرح خلال الأيام القليلة الأولى، وعادة ما يصف الطبيب أدوية مضادة للألم والالتهاب لمساعدة الأم على التغلب على الألم، ولكن اذا ظهرت أى من الأعراض التالية يجب على الأم أن تستشير الطبيب فورا:

  • – ألم متزايد فى منطقة الجرح
  • – احمرار حول الجرح أو خروج إفرازات منه
  • – ارتفاع درجة حرارة الأم لأكثر من 38 درجة

آلام النفاس وإفرازات ما بعد الولادة

هناك بعض الأعراض التى تحدث فى الفترة المسمّاة بفترة النفاس والتى تمتد حتى 6 أسابيع بعد الولادة، وتحدث هذه الأعراض بعد الولادة الطبيعية والقيصرية على السواء، ولكن قد يكون الألم أشد خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة القيصرية بسبب تزامنها مع الآلام الناتجة عن الجرح

وآلام النفاس هى انقباضات تحدث فى منطقة أسفل البطن قد تكون شبيهة بآلام الدورة الشهرية ولكن بدرجة أشد، وتحدث نتيجة انقباضات فى العضلات الموجودة فى جدار الرحم والتى تهدف الى الضغط على الأوعية الدموية وتقليل النزيف ومساعدة الرحم على العودة لحجمه الطبيعى بعد الولادة، وهى عرض طبيعى لا يدعو للقلق، ويمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية للتغلب على هذه الآلام عند الحاجة

أما النزيف أو الإفرازات المهبلية التى تظهر أثناء النفاس فهى أيضا عرض طبيعى، حيث يتخلص الرحم من جداره الداخلى الذى كان قد ازداد سمكه أثناء الحمل لحماية الجنين وتغذيته، وعادة ما يكون لون الإفرازات بنيا ويكون أشبه بالنزيف خلال الأيام الأولى بعد الولادة ويتغير الى لون شفاف أو مائل للاصفرار حتى يختفى تماما خلال أسابيع قليلة

وفى حالات نادرة قد تصاب السيدة بما يعرف بحمّى النفاس، وهى عدوى فى جدار الرحم قد تحدث أثناء التعافى بعد الولادة، وهى حالة خطيرة تستدعى تدخل طبى عاجل، فاذا لاحظت الأم أى من الأعراض التالية يجب عليها أن تستشير الطبيب فورا:

  • – زيادة فى الإفرازات المهبلية خاصة اذا كانت رائحتها كريهة أو تحتوى على جلطات دموية كبيرة الحجم
  • – ألم مستمر ومتزايد فى منطقة أسفل البطن حتى بعد التئام جرح الولادة القيصرية
  • – زيادة فى درجة حرارة الأم لأكثر من 38 درجة مئوية

الحالة النفسية للأم واكتئاب ما بعد الولادة

تمر العديد من الأمهات بتغيرات عاطفية سريعة خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، فقد تشعر الأم بشىء من الحزن أو بعدم الثقة فى قدرتها على أداء واجباتها كأم، كما قد تشعر بالاحباط نتيجة التغيرات الجسدية التى تشعر بها، وعادة ما تقل هذه المشاعر تدريجيا وتبدأ فى الاختفاء خلال أسبوعين بعد الولادة، لذلك من الضرورى تقديم الدعم للأم خلال هذه المرحلة الحرجة وبخاصة بعد الولادة القيصرية حيث تكون غير قادرة على العناية بنفسها وبطفلها دون مساعدة، ولا يجب أن نغفل الدعم النفسى والعاطفى وبخاصة من الزوج ومن باقى أعضاء الأسرة المقربين

وفى بعض الحالات قد تشعر الأم بحزن شديد وارهاق مستمر أو فقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة لمدة أطول من أسبوعين بعد الولادة، وهنا يجب استشارة الطبيب لأن الأم فى هذه الحالة قد تكون تعانى من اكتئاب ما بعد الوالدة، وهو أحد اضطرابات المزاج التى تستدعى تدخل من طبيب نفسى خاصة اذا كانت الأم لا تستطيع العناية بنفسها وبالطفل أو اذا لاحظت أفكار أو هواجس تحثّها على الحاق الضرر بنفسها أو بالطفل

فقدان الوزن وغيرها من أعراض ما بعد الولادة

تفقد الأم خمسة أو ستة كيلوجرامات بعد الولادة، ما بين وزن الطفل والمشيمة وغيرها من الأنسجة المحيطة بالطفل، ولكن عادة يبقى وزنها أكثر مما كان قبل الحمل، وتساعد الرضاعة الطبيعية مع اتباع نظام غذائى صحّى على عودة الأم لوزنها السابق خلال عدة أشهر، ومن الضرورى ألا تحاول الأم أن تفقد كمية كبيرة من الوزن فى وقت قصير لأن ذلك قد يؤثر سلبا على قدرتها على التعافى وعلى كمية اللبن التى يتم افرازها فى حالة الرضاعة الطبيعية

تؤدى هرمونات الحمل الى زيادة كثافة الشعر ونعومته، لذلك تلاحظ الأم بعد الولادة زيادة فى معدل تساقط الشعر وهو أمر طبيعى ولا يدعو للقلق وقد يستمر لعدة أشهر بعد الولادة

كثيرا ما تظهر علامات تمدد الجلد أثناء الحمل، وهى لا تختفى تماما للأسف بعد الولادة ولكن يتحول لونها من الأحمر أو الوردى الى الأبيض أو الفضى تدريجيا، كما تميل العلامات الداكنة على الجلد الى العودة الى لونها الطبعيى تدريجيا بعد الولادة

التعافى بعد الولادة القيصرية: العناية بالطفل

قد يتم إجراء الولادة القيصرية تحت تخدير كلى أو نصفى، وفى حالة التخدير النصفى قد تكون الأم مستيقظة أثناء الولادة أو تحت تأثير مخدر بسيط، أما فى حالة التخدير الكلى فتكون الأم فاقدة للوعى تماما وقد لا تستعيد وعيها بشكل كامل قبل عدة ساعات، وفى جميع الحالات ينصح ببداية الترابط بين الأم والطفل فى أقرب وقت بعد الولادة، فتنصح الأم بارضاع الصغير فى أقرب وقت ممكن أو على الأقل حمله قريبا من صدرها لأطول فترة ممكنة

وقد تتسبب الولادة القيصرية فى صعوبات خاصة فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية، فمثلا قد تكون الأم مرهقة من الجراحة بحيث لا تستطيع حمل المولود أو إرضاعه فى الأيام الأولى، كما قد تحتاج لاستخدام أوضاع معينة عند إرضاع الصغير حتى لا تتسبب الرضاعة فى زيادة ألم جرح الولادة القيصرية، وهنا يكون من المفيد جدا استشارة أخصائية فى الرضاعة الطبيعية لكى تنصح الأم بأفضل طرق العناية بالطفل وإرضاعه بأقل مجهود

كذلك تحتاج الأم بعد الولادة القيصرية للمساعدة فى العناية بالمولود ونظافته الشخصية وهو أمر طبيعى ومتوقع، لذلك ينبغى على الزوج وأعضاء الأسرة الآخرين تقديم الدعم لها فى هذه المرحلة حتى تتعافى تماما وتكون قادرة على العناية بالطفل دون مساعدة

لدى عيادات داوى فريق من الاستشاريين والأخصائيين فى أمراض النساء والتوليد بالإضافة الى طبيبات متخصصات فى الرضاعة الطبيعية، اتصلى بنا اليوم لحجز موعد فى الفرع الأقرب لكِ

اقرأى أيضا: متلازمة ما قبل الحيض: ما هى وكيف يمكن علاج أعراضها فى المنزل؟