الغدة الدرقية من أهم أعضاء الجسم حيث أنها مسئولة عن إفراز هرمونين أحدهما هو المسئول الأول عن معدل التمثيل الغذائى لخلايا الجسم جميعها بالإضافة الى عدد من الاثار الهامة الأخرى، وتقع الغدة الدرقية فى مقدمة الرقبة أمام الحنجرة والقصبة الهوائية، وهى غدة صغيرة على شكل فراشة لها فصين يقع كل منهما على أحد جانبى القصبة الهوائية ويربطهما شريط نسيجى ضيق يمر من أمامها، ويبلغ وزنها 25 جرام تقريبا فى الكبار ويبلغ طول كل فص 5 سم وعرضه 3 سم
الغدة الدرقية مسئولة عن إفراز نوعين من الهرمونات، النوع الأول يعرف بهرمونات الغدة الدرقية ويعرفان برمزى T3و T4، والنوع الثانى هو هرمون الكالسيتونين، وتحتاج الغدة الدرقية للأيودين فى إفراز هرمونات الغدة الدرقية، لذا فإن نقص هذا العنصر يؤثر بشكل واضح على وظيفتها
وتعد هرمونات الغدة الدرقية مسئولة عن مستوى التمثيل الغذائى بمعظم خلايا الجسم، فهى تسرع من عمليات امتصاص الجلوكوز من الأمعاء واستخدامه فى مختلف خلايا، كما تساعد على تكسير الدهون فى الخلايا الدهنية وزيادة كمية الأحماض الدهنية بالدم، وكلها تأثيرات تزيد من معدل استخدام الطاقة بالجسم
ولهرمونات الغدة الدرقية تأثيرات هامة أخرى على القلب والتنفس، فهى تزيد من معدل وقوة ضربات القلب، كذلك من معدل التنفس وامتصاص واستخدام الأكسجين، وتزيد من نشاط الميتوكوندريا وهى المسئولة عن انتاج الطاقة داخل الخلايا
أما هرمون الكالسيتونين فله دور مهم فى ضبط مستويات الكالسيوم والفوسفور فى الدم
يعانى عدد كبير من الأشخاص من أحد أشكال اضطرابات الغدة الدرقية فهى تصيب ما يقرب من 5% من الأشخاص فى الدول المتقدمة ونسبة أعلى بكثير فى المجتمعات التى تعانى من نقص الأيودين فى الطعام، ويمكن تقسيم اضطرابات الغدة الدرقية الى نوعين رئيسيين: نوع يصاحبه زيادة فى إفراز هرمون الغدة الدرقية ونوع آخر يصاحبه انخفاض فى إنتاج الهرمون
زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية يصاحبه مجموعة من الأعراض أهمها:
وهناك عدد من الأمراض التى قد تؤدى الى زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية مثل مرض جرايفز وهو مرض مناعى تصاحبه أعراض أخرى مثل جحوظ العينين، وأمراض أخرى مثل التهاب الغدة الدرقية والأورام وغيرها، ويعتمد العلاج على الوصول للتشخيص الصحيح، لذا فمن الضرورى عند ظهور هذه الأعراض استشارة الطبيب، والذى سيقوم بتشخيص سبب المشكلة معتمدا على التاريخ المرضى والفحص الإكلينيكى بالإضافة الى الإختبارات المعملية وفحوص الأشعة، وبناء على ذلك يتم تحديد العلاج المناسب
أمن نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية فيصاحبه مجموعة أخرى من الأعراض أهمها:
وقد يرجع نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية لأسباب متنوعة مثل أمراض المناعة مثل مرض هاشيموتو، العلاج بالأيودين المشع أو العلاج الإشعاعى بمنطقة الرقبة، إزالة الغدة الدرقية جراحيا، بعض الأدوية، أو نقص الأيودين فى الطعام، ويقوم الطبيب بتحديد سبب المشكلة من خلال التاريخ المرضى والفحص الإكلينيكى بالإضافة الى الإختبارات المعملية وفحوص الأشعة، ومن حسن الحظ أنه يمكن تناول هرمون الغدة الدرقية فى شكل حبوب فى حال نقصانه بالجسم ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب مع متابعة مستوى الهرمون من خلال الاختبارات المعملية لتجنب حدوث مضاعفات وآثار جانبية
وفى النهاية يجب أن نشير الى أن أعراض اختلال وظائف الغدة الدرقية تتفاوت بشدة من شخص الى اخر فى النوع والحدة، لذلك فالعرض على طبيب متخصص ضرورى فى حالة شعور المريض بأى من الأعراض المذكورة حتى يمكن الوصول للتشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب، كما أن عدد من اضطرابات الغدة الدرقية يرجع لخلل بالجهاز المناعى لذلك ينبغى تقييم وظائف الغدة الدرقية فى الأمراض الأخرى المرتبطة بالخلل المناعى مثل مرض السكرى من النوع الأول
د. احمد شاكر: أخصائي باطنة عامة