الفرق بين حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية

تحدّثنا فى مقال سابق عن حساسية الأنف: أسبابها وأعراضها وطرق علاجها، ومن الأمراض الشائعة أيضا التهاب الجيوب الأنفية، ويتشابه المرضان فى العديد من الأعراض، كما أن حساسية الأنف قد تؤدى لالتهاب الجيوب الأنفية، ممّا يجعل من الصعب أحيانا التفرقة بينهما، ولكنّ التفرقة ضرورية لأن علاج الحالتين يختلف فى جوانب أساسية، لذلك من المهم أن نتعرف أكثر على هاتين الحالتين المرضيتين وكيفية التفرقة بينهما

ما هى حساسية الأنف؟

حساسية الأنف عبارة عن رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعى للجسم لمؤثرات خارجية مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات وبعض الحشرات وغيرها من مسبّبات الحساسية، يؤدى عند زيادة التعرّض لهذه المؤثّرات الى مجموعة من الأعراض مثل جريان الأنف والعطس وحكّة الأنف واحتقان الحلق وزيادة افراز الدموع من العين، ومن أهم ما يميّز حساسية الأنف هو ارتباطها بالتعرّض للمؤثر المسبّب للحساسية، فتظهر الأعراض أو تزداد مباشرة بعد التعرض لمسبّب الحساسية أو عند زيادة تواجد المؤثّر فى الجو كما هو الحال فى فصل الربيع بالنسبة لحساسية حبوب اللقاح

ما هى الجيوب الأنفية؟

هى مجموعة من الفراغات المملوءة بالهواء والمبطّنة بغشاء مخاطى تحيط بالأنف، وتلعب أدوارا هامة من ضمنها التقليل من كتلة عظام الجمجمة وتدفئة الهواء الداخل الى الرئتين والحماية من الصدمات وغيرها، والجيوب الأنفية متصلة بفراغ الأنف والأنسجة المخاطية المبطّنة للجيوب الأنفية متّصلة بمثيلتها المبطّنة للأنف

هل تتأثر الجيوب الأنفية فى حساسية الأنف؟

نعم، فحساسية الأنف لا تؤثّر فقط على النسيج المخاطى المبطّن للأنف، بل تؤثّر أيضا على المناطق المحيطة مثل الحلق والجيوب الأنفية وحتى العينين، لذلك فوجود التهاب فى الجيوب الأنفية فى حد ذاته غير كافى للتفرقة بين حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية

ما المقصود بالتهاب الجيوب الأنفية؟

يقصد بالتهاب الجيوب الأنفية عادة عدوى بكتيرية تصيب الجيوب الأنفية قد تؤدّى الى تكوّن إفرازات صديديّة داخل الجيوب الأنفية وأحيانا ينتج عنها انسداد الفتحات الموصّلة بين الجيب الأنفى وفراغ الأنف، فيزداد الضغط داخل الجيوب الأنفية مسببا أعراضا مثل الصداع الشديد أو ألم فى الوجه أو خلف العينين، كما قد تنتشر العدوى من الجيوب الأنفية للأنسجة المحيطة وأحيانا الى المخ لا قدر الله

هل يمكن أن تؤدى حساسية الأنف الى الجيوب الأنفية؟

تؤدى حساسية الأنف الى احتقان الأغشية المخاطية المبطّنة للأنف والمناطق المحيطة مثل الجيوب الأنفية، وقد يؤدى ذلك الى انسداد الفتحات الموصلة بين الجيوب الأنفية وفراغ الأنف، وهنا تقلّ التهوية وتزداد فرص حدوث عدوى بكتيرية داخل الجيوب الأنفية، لذلك فالتهاب الجيوب الأنفية البكتيرى من المضاعفات المعروفة لحساسية الأنف

ما هى أعراض التهاب الجيوب الأنفية البكتيرى؟

هناك مجموعة من الأعراض تميّز الالتهاب البكتيرى للجيوب الأنفية أهمها:

  • – ألم فى الوجه أو ضغط يزداد عند إمالة الرأس الى الأمام كما يحدث عند السجود
  • – إفرازات تنحدر من الجيوب الأنفية الى خلف الأنف والحلق
  • – احتقان الأنف
  • – ألم فى الفك العلوى
  • – ألم فى أسنان الفك العلوى
  • – إفرازات صفراء أو خضراء من الأنف
  • – ارتفاع فى درجة الحرارة
  • – الكحّة

كيف يمكن التفرقة بين حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية البكتيرى؟

هناك تداخل واضح بين أعراض حساسية الأنف وتلك الناتجة عن التهاب الجيوب الأنفية البكتيرى، ولكن فى حساسية الأنف تكون الأعراض المرتبطة بالحساسية أكثر بروزا مثل العطس، احمرار العين، حكّة الأنف والعينين، أزيز أثناء التنفّس، ظهور طفح جلدى أحيانا، كما تكون إفرازات الأنف المخاطية صافية وتشبه الماء

أما فى التهاب الجيوب الأنفيّة البكتيرى فتكون الأعراض الأبرز تلك الخاصة باحتقان الوجه، الصداع أو ألم الوجه الذى يزداد مع إمالة الرأس للأمام، إفرازات خلف الأنف، ارتفاع فى درجة الحرارة، كما تكون إفرازات الأنف المخاطية أكثر كثافة ويميل لونها للأصفر أو الأخضر

ويعتمد التشخيص بدرجة كبيرة على الفحص الاكلينيكى كما قد يطلب الطبيب بعض التحاليل المعمليّة والأشعات للكشف عن وجود العدوى البكتيرية وتحديد نوعها وشدتها

كيف يختلف علاج التهاب الجيوب الأنفية البكتيرى عن حساسية الأنف؟

يركّز علاج حساسية الأنف على السيطرة على الأعراض وتجنب مسبّبات الحساسية بقدر الإمكان، وفى بعض الحالات الشديدة قد يحتاج المريض الى أحد أنواع العلاج المناعى لتعديل استجابة الجهاز المناعى لمسببّات الحساسية

أما فى التهاب الجيوب الأنفية البكتيرية فيركّز العلاج على السيطرة على العدوى ومنع انتشارها، فبالاضافة الى علاج الأعراض قد يصف الطبيب نوعا أو أكثر من المضادات الحيوية للقضاء على العدوى البكتيرية

وفى بعض الحالات قد يتحول التهاب الجيوب الأنفية البكتيرى الى التهاب مزمن قد يصعب علاجه، وقد يحتاج أحيانا للجراحة التى قد يتم إجراءها باستخدام المناظير الجراحية وأساليب الجراحة الميكروسكوبية لتحسين تهوية الجيوب الأنفية والمساعدة فى القضاء على العدوى البكتيرية

لدى عيادات داوى فريق من أفضل الاستشاريين والأخصائيين فى جراحة الأنف والأذن والحنجرة ممن لهم خبرة طويلة فى علاج الحساسية الأنفية والتهاب الجيوب الأنفية سواء عن طريق العلاج الدوائى أو الجراحى، كما أن عياداتنا مجهّزة بأحدث الأجهزة اللازمة للكشف على الأنف والحلق والجيوب الأنفية، فاذا كنت تعانى من أعراض حساسية الأنف أو الجيوب الأنفية اتصل بنا اليوم لتحديد موعد فى الفرع الأقرب لك

اقرأ أيضا: تقوية المناعة بالطرق الطبيعية لمكافحة الأمراض