القيئ والغثيان من الأعراض الشائعة فى الأطفال، وينتجان عادة عن عدوى فيروسية تصيب الجهاز الهضمى تستمرّ لأيام معدودة ويتغلب عليها جسم الطفل فى الأغلب دون علاج، ومع ذلك من الضرورى أن نتعرّف على علامات الخطر والأعراض التى تستدعى استشارة الطبيب لكى نتجنب حدوث أى مضاعفات
توجد بجسم ومخ الانسان مستقبلات خاصة تستشعر وجود بعض المواد الضارة للجسم كما فى حالات التسمم الغذائى أو عدوى الجهاز الهضمى أو عند تناول بعض الأدوية، وعند استثارة هذه المستقبلات يبعث المخ اشارات لا ارادية لعضلات الجهاز الهضمى وجدار البطن والحجاب الحاجز تؤدى لحدوث القيئ
وعادة ما يسبق القيئ احساس بالغثيان أو قرب حدوث القيئ، ويشعر به الأطفال الأكبر سنا، أما الأطفال الصغار فقد لا يدركون شعور الغثيان ولكن قد يشكون من أعراض أخرى مثل ألم فى البطن أو غيره من الأعراض العامة
وقد يكون القيئ مفيدا حيث أنه قد يساعد الجسم على التخلص من المواد الضارة الموجودة داخل المعدة
ومن المهم التفرقة بين القيئ وبين ما يعرف بالارتجاع المعدى، فالقيء يتميز باندفاع كميات كبيرة من محتويات المعدة وبقوة أشد مما يلاحظ فى حالات الارتجاع، وقد يحدث ارتجاع لبعض محتويات المعدة عند التجشؤ بعد الرضاعة فى الأطفال الصغار وهذا لا يعد قيئا ولا يدعو للقلق
هناك أسباب عديدة قد تؤدى لحدوث القيئ عند الأطفال، وتختلف الأسباب الأهم والأكثر انتشارا بحسب عمر الطفل
قد يكون من الصعب التفرقة بين القيئ والارتجاع المعدى فى هذا السن، فبعض الأطفال قد يبصقون كميات كبيرة من اللبن بعد الرضاعة، ويمكن استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد ما اذا كان الطفل يحتاج لعلاج أم لا
وفى حالة حدوث قيئ واضح فى حديثى الولادة والرضّع أقل من ثلاثة أشهر من العمر تنبغى استشارة الطبيب فورا، لأن بعض الحالات التى تؤدى للقيئ فى هذا السن قد تكون خطيرة وتحتاج لتدخّل عاجل، فمثلا قد يكون القيئ ناتجا عن ضيق بمخرج المعدة أو انسداد فى الأمعاء الدقيقة
كذلك قد تتسبب العدوى التى تصيب الجهاز الهضمى أو غيره من أجهزة الجسم فى القيئ لدى الأطفال الصغار، وبشكل عام ينبغى استشارة الطبيب فورا اذا كان الطفل حديث الولادة قبل ثلاثة أشهر من العمر يعانى من ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية
تعد النزلات المعوية الفيروسية هى أكثر أسباب القيئ انتشارا لدى الأطفال والرضع الأكبر من ثلاثة أشهر من العمر، والنزلات المعوية هى عدوى تصيب الجهاز الهضمى نتيجة فيروسات أو بكتيريا، وقد يصاحبها غثيان واسهال وألم فى البطن وارتفاع فى درجة الحرارة، وعادة ما يتغلب الطفل على العدوى خلال أيام قليلة
كذلك قد يحدث القيئ عند تناول الطفل أغذية أو مشروبات تحتوى على البكتيريا أو سمومها وهو ما يعرف بالتسمّم الغذائى، لذلك ينبغى الحرص واتباع ارشادات الصحة والسلامة عند تحضير وتخزين طعام الأطفال
وهناك عدد من الأمراض والحالات المرضية الأخرى التى قد تؤدى لحدوث القيئ عند الأطفال مثل الارتجاع المعدى المريئى، وقرح المعدة، والانسداد المعوى، وعدوى الجهاز التنفسى والجهاز البولى، وغيرها
قد يصاب المراهقون أيضا بالنزلات المعوية والتسمم الغذائى وغيرها من أسباب القيء فى الأطفال الأصغر سنا، إلا أنهم عرضة لبعض الأمراض التى نادرا ما تحدث فى الأطفال الصغار مثل التهاب الزائدة الدودية والتهاب البنكرياس وأمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون
كما ذكرنا فمعظم حالات القيئ فى الأطفال تنتج عن النزلات المعوية الفيروسية والتى عادة ما تتحسن بسرعة خلال 24 الى 48 ساعة، أما اذا استمر القيئ وغيره من الأعراض لمدة أطول أو اذا كانت الحالة لا تتحسن بمرور الوقت فينبغى عرض الطفل على الطبيب، ويعتمد تشخيص سبب القيئ على التاريخ المرضى للطفل والفحص الاكلينيكى بالاضافة الى الفحوص المعملية وفحوص الأشعة التى قد يطلبها الطبيب حسب الحاجة، كما قد تحتاج بعض حالات القيئ المزمن الى فحوص أخرى مثل منظار الجهاز الهضمى العلوى
يمكن رعاية الطفل المصاب بالقيئ فى المنزل عن طريق اتباع الارشادات التالية:
مع أن أغلب حالات القيئ فى الأطفال تكون بسيطة ولا تستدعى العلاج إلا أن القيئ قد يكون فى بعض الأحيان علامة على مرض أو مشكلة خطيرة تحتاج لتدخّل طبى عاجل، لذلك تنبغى استشارة الطبيب فورا عند ظهور أى من العلامات التالية:
لدى عيادات داوى فريق متكامل من الأطباء الاستشاريين والأخصائيين فى طب الأطفال وحديثى الولادة ممن لهم خبرة كبيرة فى تشخيص وعلاج أسباب القيئ فى الأطفال، اتصل بنا اليوم لحجز موعد فى الفرع الأقرب لك
اقرأ أيضا: الاسهال والنزلات المعوية فى الرضع والأطفال: الأسباب والعلاج