انتشرت فى الآونة الأخيرة أخبارا تحذّر من انتشار جدرى القرود وهو مرض لم يسمع عنه معظم الناس من قبل، بل وأصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرات من انتشاره على مستوى العالم، ولكن ما هو جدرى القرود؟ لماذا زاد انتشاره فى الوقت الحالى؟ وهل هو فعلا يدعو للقلق؟ فى هذا المقال نجيب على هذه الأسئلة ونقدم المعلومات التى من المهم أن نعرفها عن مرض جدرى القرود وكيف نحمى أنفسنا من الإصابة به.
جدرى القرود هو مرض نادر ينتج عن عدوى فيروسية، والفيروس المسئول عن مرض جدرى القرود من نفس عائلة فيروس الجدرى الذى عانت منه البشرية لقرون قبل أن يتم القضاء عليه سنة 1980 بعد حملات التطعيم واسعة النطاق حول العالم، ومع أن العدوى بجدرى القرود عادة ما تكون أقل شدة والفيروس أقل قدرة على الانتشار من فيروس الجدرى، إلا أن المرض ما زال يدعو للقلق وذلك لقابليته للانتشار من إنسان الى آخر أو من الحيوان الى الإنسان وبالعكس أو عن طريق ملامسة أسطح ملوّثة بالفيروس
وقد تم اكتشاف فيروس جدرى القرود فى عام 1958 وكانت أكثر الحالات تكتشف فى دول أفريقيا الوسطى والغربية، ونادرا ما كانت تظهر حالات فى دول أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية حيث كانت ترتبط عادة بالسفر الى أفريقيا أو استيراد حيوانات مصابة من دول بعيدة
أما فى الشهور الأخيرة فكانت هناك زيادة ملحوظة فى عدد الحالات المصابة بجدرى القرود فى دول ومناطق من العالم كانت نادرا ما تحدث بها اصابات من قبل، مما دفع منظمة الصحة العالمية لمتابعة انتشار العدوى عن قرب واصدار تحذيرات لمسئولى الرعاية الصحية حول العالم للتنبيه والمساعدة على احتواء المرض
ترجع أسباب القلق من انتشار العدوى بجدرى القرود مؤخرا الى أن الطريقة التى يظهر بها المرض وينتشر تختلف عن تلك التى لاحظها العلماء فى السابق، ومع أن السلالات التى تنتشر حاليا نادرا ما تؤدى للوفاة إلا أن الطفح الجلدى المصاحب للعدوى بها يكون مؤلم بشدة وقد يتسبب فى علامات وندبات على الجلد تبقى آثارها حتى بعد الشفاء من العدوى
ينتقل فيروس جدرى القرود عادة عن طريق الاتصال المباشر مع القرح أو القشور التى تظهر على جسد الشخص المصاب أو السوائل الجسدية بما فى ذلك أثناء العلاقة الحميمة وأثناء الأنشطة مثل تبادل القبلات والأحضان وغيرها من الأنشطة الحميمية، كما قد ينتقل الفيروس عن طريق لمس أسطح أو أغراض استخدمها الشخص المصاب ولم يتم تنظيفها، كما يمكن انتقاله عن طريق الرذاذ وان كان ذلك يحتاج عادة الى تقارب مطوّل بين وجه الشخص المصاب ووجه الشخص الذى تنتقل اليه العدوى
وقد تنتقل عدوى جدرى القرود عن طريق:
ولا تنتقل عدوى جردى القرود عن طريق:
عادة ما تبدأ أعراض الإصابة على شكل أعراض تشبه الأنفلونزا مثل ارتفاع فى درجة الحرارة، الإرهاق، تورّم فى الغدد اللمفاوية، وآلام عامة فى الجسم، وخلال يوم الى ثلاثة أيام أو أكثر من حدوث الحمّى قد تبدأ تقرّحات جلدية فى الظهور وتمر بعدة مراحل قبل أن تلتئم، فقد تبدو على شكل حبوب أو بثور وقد تغطيها القشور، وقد يصاحبها ألم وحكّة أى رغبة فى الهرش
وكثيرا ما يظهر الطفح الجلدى بالقرب من المناطق التناسلية ولكنه قد يظهر فى أماكن أخرى مثل اليدين والقدمين والصدر والوجه، كما قد يظهر فى جزء واحد من سطح الجسم أو فى أكثر من جزء
وقد تختلف الأعراض كثيرا من شخص الى اخر مما يجعل التشخيص صعبا
ويكون الشخص المصاب قادرا على نقل العدوى منذ بدء ظهور الأعراض وحتى التئام جميع القرح الجلدية وتكوّن طبقة جديدة للبشرة وهو ما قد يستغرق عدة أسابيع
يعتمد تشخيص فيروس جدرى القرود على التاريخ المرضى والكشف الإكلينيكى والتحاليل المعملية، فان كنت قد تعرضت لشخص مصاب بالمرض بشكل قد يعرضك للعدوى أو اذا بدأت أعراض المرض فى الظهور فيجب عليك استشارة الطبيب فى أسرع وقت مع اتباع الإرشادات التى تحدّ من فرص نقل العدوى للآخرين
لا تدعو الإصابة بمرض جدرى القرود الى القلق فى أغلب الأحيان، ولكن من المهم جدا منع انتقال العدوى للآخرين، ولتجنّب نقل العدوى يجب اتباع الإرشادات التالية:
اتّباع الإرشادات التى ذكرناها سابقا فور ملاحظة أعراض قد تكون ناتجة عن جدرى القرود له دور كبير فى منع انتشار المرض، كما يوجد حاليا نوعان من اللقاحات الفعّالة ضد جدرى القرود، وتكون اللقاحات فعّالة اذا تم إعطاؤها قبل حدوث العدوى أو مباشرة بعد التعرّض للعدوى، ولكن لأن الكميات المتاحة من اللقاحات محدودة فى معظم دول العالم حاليا فلا ينصح بها إلا فى الحالات المعرضة للإصابة مثل العاملين فى مجال الرعاية الصحية المتعاملين مع المصابين أو لمن تعرضوا لشخص مصاب بشكل يجعلهم عرضة للعدوى
وأخيرا نؤكّد على عدم تجاهل أى أعراض مرضيّة وأهميّة استشارة الطبيب عند ملاحظة أى أعراض غير عادية حتى يمكن تشخيص المرض بسرعة ومنع انتشاره
لدى عيادات داوى مجموعة من أفضل الاستشاريين والأخصائيين ممن لديهم خبرة كبيرة فى تشخيص وعلاج الأمراض المعدية مثل جدرى القرود، اتصلوا بنا اليوم لحجز موعد فى الفرع الأقرب اليكم
اقرأ أيضا: متحورات كورونا (دلتا ودلتا بلس): هل فعلا تدعو للقلق؟