مرض الصدفية من الأمراض الجلدية المنتشرة نسبيا، ويحدث أساسا نتيجة زيادة فى معدل تكاثر خلايا الطبقة السطحية للجلد، مما يؤدى الى زيادة عدد هذه الخلايا وظهور ما يشبه الأصداف أو الحراشف على سطح البشرة، ومن هنا يأتى الاسم.
مرض الصدفيّة من الأمراض المزمنة التى تختلف حدتها من وقت الى آخر، فقد تختفى الأعراض تماما لفترة من الزمن وقد تعود بدرجات مختلفة من الشدة من وقت الى آخر، ويهدف العلاج أساسا الى الحد من سرعة تكاثر خلايا البشرة، وتتوافر أنواع مختلفة من العلاجات الفعالة لمرض الصدفيّة، وبالرغم من أنه حتى الان لا يوجد علاج يشفى منه تماما إلا أنه من الممكن السيطرة على أعراضه بشكل كبير، مما يمكّن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعى.
وينبغى الاشارة الى أنه توجد أنواع مختلفة من مرض الصدفيّة تختلف فيما بينها من حيث الشدّة والأعراض، لذلك يجب استشارة أخصائى فى الأمراض الجلدية عند ظهور الأعراض لتحديد نوع المرض والعلاج المناسب.
لم يتوصل العلم حتى الآن الى سبب واضح لمرض الصدفيّة، ولكن ما نعرفه أنه يحدث نتيجة خلل فى جهاز المناعة، ويؤدى هذا الخلل الى قيام بعض خلايا المناعة بمهاجمة خلايا البشرة بشكل خاطىء، مما يؤدى الى زيادة فى معدل تكاثر خلايا البشرة بالاضافة الى افراز مجموعة من المواد الكيميائية التى تؤدى الى زيادة تدفق الدم والتهاب واحمرار البشرة، ولم يتوصل العلماء حتى الان الى السبب وراء الخلل المناعى المؤدى لمرض الصدفيّة، ولكن الاعتقاد السائد أنه ينتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية.
هناك مجموعة من العوامل التى قد لاحظ العلماء والأطباء أنها تزيد من فرص ظهور أعراض مرض الصدفيّة وزيادة شدتها:
وبشكل عام ينصح مرضى الصدفية بتجنب هذه العوامل بقدر الامكان لتفادى ظهور أو تفاقم أعراض مرض الصدفيّة.
يعتمد تشخيص مرض الصدفيّة على التاريخ المرضى والفحص الاكلينيكى بشكل أساسى، وفى بعض الأحيان قد يحتاج الطبيب الى أخذ عينة من الجلد لفحصها تحت الميكروسكوب.
توجد علاجات مختلفة لمرض الصدفيّة يستخدمها أطباء الأمراض الجلدية بحسب شدة المرض ونوعه
تستخدم العلاجات الموضعية مثل الكريمات والمراهم وحدها فى الحالات البسيطة والمتوسطة من مرض الصدفيّة، وتوجد مجموعة مختلفة من المواد الفعالة التى تساعد فى السيطرة على أعراض مرض الصدفيّة:
اكتشف العلماء أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة فى الضوء يقلل من الالتهاب ويحد من تكون القشور فى مرضى الصدفيّة، وبالتالى فقد بدأوا فى استخدام العلاج الضوئى فى علاج المرض، وتوجد أنواع مختلفة من العلاج الضوئى المستخدمة فى علاج الصدفيّة بما فيها بعض أنواع الليزر، ويرجع اختيار نوع العلاج الضوئى المستخدم وجرعته الى أخصائى الأمراض الجلدية بعد الوقوف على نوع المرض وتحديد شدته.
قد يلجأ الطبيب الى اعطاء الأدوية عن طريق الفم أو الحقن فى الدرجات الشديدة من مرض الصدفيّة، ولأن بعض هذه الأدوية قد يصاحبه أعراض جانبية شديدة فيستخدمها الأطباء فى أضيق الحدود ولمدد محددة:
وأخيرا تجدر الاشارة الى أن مرض الصدفية مجال خصب للأبحاث العلمية ويتم حاليا تطوير مجموعة من الأدوية الواعدة التى تهدف الى تعديل وظيفة الجهاز المناعى وبالتالى علاج العامل الأصلى وراء حدوث مرض الصدفية.