بعد أن تعرفنا على أنواع مرض السكر والفرق بينها وبعد أن استعرضنا أعراض مرض السكر وتشخيصه وطرق علاجه نتعرف فى هذا المقال على مضاعفات مرض السكر وكيفية تجنّبها
مرض السكر كما نعرف من الأمراض المزمنة والتى ليس لها علاج شافى حتى الآن، وأهم ما يميّز مرض السكر هو ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز فى الدم والناتج عن عدم قدرة البنكرياس على إفراز كميات كافية من هرمون الإنسولين أو عدم قدرة خلايا الجسم على الاستفادة من الإنسولين الذى يتم إفرازه وهو ما يعرف بمقاومة الإنسولين، وقد يؤدى ارتفاع مستوى الجلوكوز فى الدم الى عدد من المضاعفات بعضها قد يحدث بسرعة على مدى أيام أو أسابيع وقد يهدد الحياة وهو ما يعرف بالمضاعفات الحادة لمرض السكر، أما البعض الآخر فيحتاج لسنوات للظهور ولكنه قد يؤثر على عدد كبير من أجهزة الجسم وهو ما يعرف بالمضاعفات المزمنة لمرض السكر
تحدث المضاعفات الحادة لمرض السكر نتيجة لنقص حاد فى هرمون الإنسولين أو زيادة شديدة فى مستوى الجلوكوز فى الدم أو كعرَض جانبى لتعاطى علاجات مرض السكر مثل الإنسولين
من أهم المضاعفات الحادة لمرض السكر والتى قد تهدد الحياة، فعندما يحدث انخفاض حاد فى مستوى الإنسولين فى الدم كما هو الحال فى مرض السكر من النوع الأول دون أن يتناول المريض الإنسولين عن طريق الحقن يبدأ مستوى الجلوكوز فى الدم فى الارتفاع، فهرمون الإنسولين هو المسئول الأول عن مساعدة الجلوكوز على دخول الخلايا، فمع غياب الإنسولين تفقد الخلايا مصدر الوقود الأساسى لها وهو الجلوكوز، وبالتالى تبدأ الخلايا فى تكسير الدهون لاستخدامها كمصدر للطاقة، ومع تكسير الدهون فى الكبد يبدأ إفراز مجموعة من المواد الحمضية فى الدم تسمّى الكيتونات، ويؤدى ذلك الى زيادة حمضية الدم وزيادة افراز البول الناتج عن زيادة مستوى الجلوكوز فى الدم بالاضافة الى عدد من الأعراض الأخرى مثل العطش الشديد، ألم المعدة، الغثيان والقىء، الإرهاق والضعف، كما قد تؤدى الى فقدان الوعى، فهى أحد أسباب غيبوبة السكر
حالة مرضية تشترك فى بعض أعراض الحماض الكيتونى السكرى ولكنها تختلف كثيرا من حيث الأسباب والعلاج، فالمشكلة الرئيسية فى الغيبوبة السكرية غير الكيتونية هى زيادة شديدة فى الجلوكوز الموجود فى الدم بحيث يبدأ فى امتصاص السوائل من داخل الخلايا ويتم افراز هذه السوائل فى البول مع الجلوكوز، فهى حالة تؤدى الى جفاف شديدة مع زيادة حادة فيما يعرف بأوزمولية الدم، وهى حالة خطيرة تحتاج لعلاج عاجل مثلها مثل الحماض السكرى
تحدث هذه الحالة عادة كعرض جانبى لتناول بعض علاجات مرض السكر وأهمها الإنسولين، فاذا تناول المريض جرعة من الإنسولين أكثر مما يحتاج أو اذا تناول الجرعة الصحيحة ولكن دون تناول الطعام قد يؤدى ذلك الى انخفاض مستوى الجلوكوز فى الدم، ويؤدى ذلك لعدد من الأعراض مثل الضعف والتعرق الزائد وقد تؤدى لفقدان الوعى
فقدان الوعى الناتج عن أحد مضاعفات مرض السكر، وقد يحدث نتيجة لأى من المضاعفات الحادة المذكورة أعلاه، ويختلف العلاج بحسب السبب، لذلك ففقدان الوعى فى مريض السكر يستدعى تدخّل طبّى عاجل لتحديد السبب والبدء فى العلاج المناسب، ففى حالات انخفاض مستوى السكر فى الدم يستجيب المريض لحقن الجلوكوز عن طريق الوريد أو لجرعة من هرمون الجلوكاجون، أما فى حالات الحماض السكرى والغيبوبة السكرية غير الكيتونية فيحتاج المريض الى العلاج بهرمون الإنسولين بالإضافة الى كميات كبيرة من السوائل التى لا تحتوى على الجلوكوز مع مراقبة مستوى الجلوكوز فى الدم ومستوى الكيتونات فى الدم عن قرب
يؤثر الارتفاع المزمن فى مستوى الجلوكوز فى الدم أساسا على الأوعية الدموية الصغرى والكبرى ويؤثر ذلك سلبا على عدد كبير من أجزاء وأجهزة الجسم
من حسن الحظ أن أغلب مضاعفات مرض السكر يمكن منعها بفاعلية من خلال السيطرة على مستوى الجلوكوز فى الدم عند المستويات الطبيعية عن طريق تناول العلاج الملائم سواء بهرمون الإنسولين أو غيره من علاجات مرض السكر مع قياس مستوى السكر فى الدم بانتظام على مدار اليوم لضمان عدم خروجه عن الحدود المقبولة
كما يجب على مرضى السكر مراجعة الطبيب المختص بشكل دورى للكشف على أجهزة الجسم المختلفة الى تتأثر بمرض السكر للتأكد من عدم ظهور علامات مضاعفات مرض السكر والتعامل معها فور ظهورها لتجنب زيادة شدتها فى المستقبل
يتبع فريق الاستشاريين والأخصائيين فى عيادات داوى أحدث التوصيات العالمية فيما يخص متابعة مرض السكر، اتصل بنا اليوم لحجز موعد
اقرأ أيضا مرض السكر: أعراضه وتشخيصه وطرق علاجه