أسباب آلام الثدى وكيفية التعامل معها

يصاب العديد من النساء بالقلق عند الشعور بأى ألم فى منطقة الثدى أو الإبط، وقد يعتقدن أن السبب ربما يكون سرطان الثدى، إلا أن لآلام الثدى أسبابا متعددة بخلاف مرض السرطان، فالعديد من النساء يشعرن بآلام فى الثدي كجزء من أعراض الدورة الشهرية الطبيعية، وفى أحيان أخرى يكون هناك ألم دائم في الثدي غير مرتبط بالدورة الشهرية وهو ما يعرف بألم الثدي غير الدوري، وفي بعض الأحيان تشعر السيدة بألم فى الثدى ولكنه يكون قادمًا من مصدر آخر مثل عضلات الصدر، لذلك نقدم لكِ أسباب آلام الثدى وطرق التعامل معها:

ألم الثدي ذو الطابع الدوري:

يحدث هذا النوع من الألم بتأثير الهورمونات، حيث تتسبب فى تغيير درجة نفاذية الأوعية الدموية الصغيرة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في داخل الثدي، وتكون هذه التغيرات مصحوبة بإحساس بالتورم والانتفاخ في ثدي المرأة، ويظهر هذا النوع من الألم بعد الإباضة (Ovulation) وحتى قبل الحيض ببضعة أيام، ثم يعود ويختفي مع انتهاء الحيض.

ألم الثدي غير الدوري:

هو ألم ناجم عن تغيرات حميدة فى الثدى، وهى تغيرات مختلفة تؤثر على أنسجة الثدى حين يكون مستوى الهرمونات في الدم ضمن الحدود الطبيعية، وهذه بعض أسبابه:

  • تكيسات الثدى (cysts):

أكياس الثدى هى كتل تحتوى على سائل، وهى كثيرة الحدوث وتعتبر من التغيرات الحميدة، وفى حالة وجود كيس كبير الحجم بالثدى قد يؤدى ذلك الى الإحساس بالألم، وقد يلجأ الطبيب لشفط السائل من داخل الكيس لتقليل الضغط وتخفيف الألم، وهو إجراء نادرا ما يتم اللجوء إليه.

 

  • تليف وتضخم الغدد اللبنيه بالثدي : (Fibroadenosis)

فى هذه الحالات يكون هناك تكاثر للخلايا واختراق للنسيج الليمفاوى والأنسجة الضامة المحيطة بالغدد اللبنية، مما يؤدى الى الشعور بتصلب مرن عند تحسس الثدى، وقد أطلق على هذه التغيرات في الماضي أسماء مختلفة مثل “الداء الكيسي الليفي في الثدى” و”اعتلال الثدي الغدي” وغيرها.

 

  • توسع القنوات الثدييه المجاورة للحلمة (Duct ectasia) :

وهى الأنابيب المسئولة عن توصيل اللبن من الغدد اللبنية الى سطح حلمة الثدى، وأحيانا يصاحب توسع هذه الأنابيب إفرازات تلقائية من الحلمة قد يختلف لونها (أصفر، أبيض، بنى، أخضر)، كما قد يوجد ورم حليمى (papilloma) فى داخل الأنابيب قد يؤدى إلى إفراز دموى من الحلمة، وقد يصاحب هذه التغيرات بعض الالتهاب غير الناتج عن عدوى وهو ما يؤدى الى الشعور بالألم فى الثدى

 

  • التهاب الثدي بعد الولادة:

هناك عدد من المشكلات المتعلقة بالثدى والتى قد تواجهها الأم بعد الولادة وخاصة مع الرضاعة الطبيعية، منها ما هو ناجم عن العدوى مثل خراج الثدى ومنها ما يرتبط بإنتاج اللبن والرضاعة مثل الكتل اللبنية وسحجات الثدى والتجمعات الدموية، وكلها قد تؤدى الى ألم فى الثدى، وتجدر الإشارة الى أن هذه المشكلات معتادة الحدوث مع الرضاعة الطبيعية وتصيب عدد كبير من السيدات، لذلك من المهم أن تستشير السيدة طبيبا متخصصا على دراية بمشكلات الرضاعة الطبيعية لمساعدتها على التغلب على هذه المشكلات حتى لا تؤدى الى توقف الرضاعة الطبيعية أو مضاعفات أخرى.

 

  • اللولب الرحمي الهرموني:

قد يتسبب اللولب الهرموني أو العلاج الهرموني الذي يعطى للنساء بعد انقطاع الطمث فى ظهور ألم فى الثدى في بعض الأحيان

 

  • بعض الأدوية:

يعد ألم الثدي من بين التأثيرات الجانبية لأكثر من 400 دواء مختلف، ومع أن الآلية التي يحدث بها الألم نتيجة لا تزال غير معروفة إلا أنه قد لوحظ لدى تناول بعض الأدوية ارتفاع في مستوى البرولاكتين (Prolactin) في الدم، وهو الهرمون الذي تفرزه الغدة النخامية خلال الرضاعة.

 

نوع ثالث من الألم

فى هذا النوع يكون مصدر الألم ليس فى الثدى ولكن جدار الصدر، كما فى حالة متلازمة الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) وهو مرض روماتزمي، أو التهاب غضاريف الأضلاع، أو الألم الناتج عن الشد العضلى الذى قد يصيب عضلة الصدر خاصة فى النساء اللاتى يمارسن الرياضة، أو ذلك الناتج عن كسر فى أحد الأضلاع.

 

علاج آلام ثدي المرأة:

يعتمد العلاج على الوصول للتشخيص المناسب ويختلف حسب الحالة، ومع ذلك فهناك عدد من النصائح المفيدة للتقليل من الإحساس بالألم وتأثيره ومن أهمها:

  • اتباع نظام غذائى قليل الدسم
  • زيادة كمية الألياف فى الطعام
  • التقليل من تناول الكافايين والكحول
  • استخدام حمالة الصدر المناسبة، كما أن استخدام حمالات الصدر الداعمة يساعد على تقليل الألم خاصة أثناء النشاط البدنى
  • الاسترخاء والعلاجات التكميلية مثل الوخز بالإبر الصينية قد تساعد فى حالات الألم الدورى

وبالإضافة لذلك فإذا كان الألم ناتجا عن تناول أدوية أو علاجات معينة مثل الألم الذى قد يصاحب اللولب الهرمونى أو تناول أقراص منع الحمل أو أدوية أخرى فيجب استشارة الطبيب الذى قد يقوم بتجربة نوع آخر من الأقراص أو وسيلة أخرى من وسائل منع الحمل

وفى النهاية لابد أن نؤكد أن ألم الثدى قلّما يدل على وجود مشكلة خطيرة، ومع ذلك فمن المهم استشارة الطبيب للاطمئنان والتأكد أن الألم حميد ووصف العلاج المناسب.

د. حسام شعير

دكتوراه أمراض النساء والتوليد والعقم وجراحه المناظير كليه الطب جامعة عين شمس

استشاري أمراض النساء والتوليد – استشاري مساعدة الإنجاب-التشخيص المبكر وعلاج الاورام النسائية