تتميز المرحلة السابقة للولادة والتالية لها بحدوث عدد كبير من التغيرات السريعة تتأثر بها حياة الأم والمولود والأسرة بأكملها، وتلعب الرعاية الصحية السليمة دورا كبيرا فى مساعدة الأم والطفل على المرور من هذه المرحلة بأمان، لذلك قمنا فى داوى بوضع برامج خاصة للعناية بالأم والمولود خلال هذه المرحلة الحرجة
تعتبر الأسابيع الأخيرة للحمل فترة هامة بالنسبة للأم والجنين كليهما، فللرعاية الطبية التى تتلقاها الأم الحامل خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل دور كبير فى حمايتها ومولودها من العديد من المخاطر، فالفحص الدورى يمكنه الكشف مبكرا عن العديد من المشاكل التى قد تظهر خلال هذه الفترة الحرجة مما يسمح بالتعامل معها قبل أن تؤدى الى مضاعفات
تكون الأم خلال الشهور الأخيرة للحمل معرضة لعدد من المشاكل والمضاعفات الصحية التى قد تعرضها للمخاطر أثناء الولادة كما قد تؤثر سلبا على صحة جنينها، فعلى سبيل المثال تصاب بعض الأمهات الحوامل بسكر الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل أو فقر الدم (الأنيميا) أو غيرها من المشكلات، لذلك فمن الضرورى أن تقوم الأم الحامل بزيارة الطبيب بانتظام للاطمئننان على صحتها والتعامل مع أى مضاعفات بشكل سليم وسريع لتجنب حدوث آثار ضارة للأم أو الطفل
كما يتأكد الطبيب من عدم وجود أعراض تشير الى امكانية حدوث ولادة مبكرة مثل انقباضات متزايدة أو افراز السائل المحيط بالجنين أو نزيف، كما يقوم بتعريف الأم بالأعراض التى تستدعى الاتصال بالطبيب أو التوجه للمستشفى
يزداد وزن الجنين بسرعة خلال الأسابيع الأخيرة للحمل، كما يكتمل نمو عدد من الأجهزة والأعضاء أهمها المخ والرئتين والكبد، لذلك فالولادة المبكرة تجعل المولود عرضة لمشاكل التنفس وارتفاع مستوى الصفراء فى الدم وغيرها، فمن الضرورى أن يتابع الطبيب معدل نمو الجنين وزيادة وزنه فى هذه المرحلة سواء من خلال الفحص السريرى أو باستخدام الموجات فوق الصوتية حسب الحاجة، كما يطمئن الطبيب على ضربات قلب الجنين وحركته وقد يطلب من الأم متابعة حركة الجنين وابلاغ الطبيب اذا قلت عن حد معين، وعادة ما يحاول الطبيب أن يساعد الأم على إكمال حملها إلا أنه فى بعض الحالات قد ينصح بالولادة المبكرة عن طريق تحفيز الولادة الطبيعية أو عن طريق الولادة القيصرية اذا كان فى ذلك مصلحة الأم والجنين
تصاب العديد من الأمهات بالقلق خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل، ويساعد التخطيط الجيد للولادة الأم على التغلب على هذا القلق من خلال الإجابة على العديد من الأسئلة، فبناء على التاريخ المرضى ونتائج الفحوص المختلفة يقوم الطبيب بتحديد نوع الولادة المناسب بحسب حالة الأم والجنين، وعادة ما تكون الولادة الطبيبعة هى الأفضل والأكثر أمانا للأم والطفل، لكن فى الكثير من الأحيان تكون الولادة الطبيعية غير ممكنة أو فرصة نجاحها منخفضة، مثلا نتيجة لوضع الجنين أو حجمه أو نتيجة للتكوين الجسدى للأم أو وضع المشيمة أو وجود مضاعفات طبية لدى الأم أو الجنين أو غيرها من العوامل، وفى هذه الأحوال قد ينصح الطبيب بالولادة القيصرية أو محاولة الولادة الطبيعية واللجوء الى الولادة القيصرة فى حالة فشل الولادة الطبيبعة بعد وقت معين
كما يتضمن التخطيط للولادة تحديد نوع التخدير المستخدم وهو ما يعتمد على نوع الولادة والحالة الصحية للأم والطفل وتفضيل الأم والطبيب، كما يشرح الطبيب للأم أعراض الولادة ومتى ينبغى الاتصال بالطبيب أو التوجه للعيادة أو المستشفى
تواجه الأم عدد من التحديات خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، فبالاضافة الى الإرهاق الناتج عن الولادة تجد الكثير من الأمهات صعوبة فى التأقلم بشكل سريع مع احتياجات المولود، هذا بالاضافة الى امكانية حدوث بعض المضاعفات فى مرحلة ما بعد الولادة قد تحتاج لتدخل الطبيب
تمثل عملية الولادة وصعوبات العناية بالمولود فى الأسابيع الأولى ضغطا كبيرا على صحة الأم الجسدية والنفسية، لذا تحتاج الأم الى رعاية طبية فى هذه المرحلة للتأكد من تعافيها من الولادة دون مضاعفات، وصف العلاج المناسب للألم والامساك وغيرها من الأعراض الى قد تعانى منها الأم فى هذه المرحلة، التأكد من حصول الأم على كفايتها من العناصر الغذائية ووصف الفيتامنات والمكملات الغذائية حسب الحاجة، بالاضافة الى الاهتمام بحالة الأم النفسية والتعامل مع اكتئاب ما بعد والولادة وأعراض الضغط العصبى وغيره من المشكلات التى قد تظهر فى هذه المرحلة
من المهم جدا أن يخضع المولود لفحص شامل عن طريق طبيب الأطفال بعد الولادة مباشرة وبشكل منتظم خلال الأسابيع الأولى من الحياة، فمن المهم أن يقوم الطبيب بقياس وزن المولود لتحديد ما اذا كان يحصل على كفايته من العناصر الغذائية، كما يوجه الأم للأسلوب الصحيح للتعامل مع الصغير وتلبيه احتياجاته المختلفة وكيفية التعامل مع الأعراض التى يكثر حدوثها فى هذا السن، كما يتأكد الطبيب من أن المولود لا يعانى من المشكلات التى يكثر ظهورها فى الأسابيع الأولى من الحياة مثل مشكلات التنفس وارتفاع مستوى الصفراء بالدم
أثبتت العديد من الدراسات الفوائد العديدة للرضاعة الطبيبعة للأم والطفل، فلبن الأم هو المصدر الأمثل للعناصر الغذائية للمولود بخاصة فى الأشهر الأولى من العمر، كما أنه يحتوى على العديد من الأجسام المضادة التى تحمى الجهاز الهضمى للصغير من العدوى، كما أن الرضاعة الطبيعية تقوى من العلاقة بين الأم والطفل ولها تأثير نفسى ايجابى على كليهما، وهى أيضا تساعد رحم الأم على العودة لحجمه الطبيعى وتقلل من النزيف الذى قد يحدث فى فترة النفاس، وما زال العلماء يكتشفون فوائد جديدة للرضاعة الطبيعية
ومع أهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل إلا أن الكثير من الأمهات يواجهن مشكلات مع الرضاعة الطبيعية، منها مثلا عدم كفاية اللبن أو المضاعفات التى قد تحدث فى الثدى نتيجة الرضاعة مثل التشققات والالتهابات، أو وجود حساسية لدى المولود من لبن الأم وغيرها، إلا أنه قبل اللجوء للبن الصناعى مما يحرم الأم والطفل من الفوائد العديدة للرضاعة الطبيعية ينبغى على الأم أن تلجأ للطبيب المختص لمساعدتها على التغلب على هذه المشكلات والاستمرار فى الرضاعة الطبيعية بقدر الامكان
تتميز عيادات داوى بتواجد فريق متكامل من الأطباء المتخصصين فى مكان واحد، ففى داوى ستجد الأم الحامل مجموعة من الأطباء المدربين على العناية بها فى مراحل الحمل المختلفة وكذلك العناية بصحتها الجسدية والنفسية وكذلك صحة المولود، هذا بالإضافة لبرامج مصممة خصيصا لتعريف الأم بالطريقة المثلى للرضاعة الطبيعية ومساعدتها على حل المشكلات المتعلقة بها، كل ذلك فى نفس المكان وبمواعيد محددة تجنبها الحاجة للانتظار وتوفر عليها الوقت والجهد
د.منال غباشي
إستشاري النساء و التوليد و العقم